
{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ}، هذه الآية تتخاطب معنا، تعنينا نحن كل من ننتمي إلى هذا الإسلام، (الله هو ولينا)، فما هي هذه الولاية؟ ولاية الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى– هي:ولاية شاملة، الله هو ولي كل هذا الكون، هو ملكه، هذا الكون هو ملك لله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- الله وليه: خالقه، وفاطره، ومالكه، ومنشئه، ومكوّنه، وبارئه… الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- ولي هذا الكون لا شريك له في ذلك، ولا يملك أحد غيره في هذا الكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا في أي جزء من هذا العالم؛ فله -جلَّ شأنه- هذه الولاية: أولاً- أنه المالك لهذا الكون، وأنه -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- له ولاية الألوهية: هو وحده في كل هذا العالم المعبود بحق، لا معبود بحق إلا هو، وهو حصرياً يمتلك حق العبادة من كل الكائنات الفاهمة الواعية في هذا الكون، وله الملك على كل ما فيها من: (حيوان، وجماد… وغير ذلك.)؛ فله ولاية الألوهية، وولاية الربوبية: أنه هو وحده الرب -جلَّ شأنه- رب السموات والأرض وما بينهما، رب العالمين، وأن الجميع في هذا العالم- بلا استثناء- إنما هم عبيد له وملك له، ما هناك أحد يخرج عن هذه القاعدة: لا من الملائكة، ولا من الأنبياء، ولا من البشر، ولا من الجن… ولا من أي كائنات في هذا الكون وفي هذا العالم، الكل مربوبون، الكل عبيد،وهو -جلَّ شانه- رب العالمين: المالك لهم، المربي لهم، المهيمن عليهم… فهو -جلَّ شأنه- له ولاية الربوبية.
ثم، يبتني على هذا أنه -جلَّ شأنه- الملك لهذا العالم: ملكوت السموات والأرض كله بيده، تحت سلطانه، وتحت أمره وقهره، هو المهيمن عليه بكله؛ ولذلك هو -جلَّ شأنه- المدبر لشئون السموات والأرض، فله- أيضاً- ولاية التدبير القائم المستمر الذي هو فيه مستمر، كما يعبّر في القرآن الكريم: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}، لم يخلق هذا الكون ثم يتركه هناك، ويبقى متفرجاً عليه إلى أين يتجه، وماذا يحصل فيه. |لا| متصرف فيه على الدوام، (حي قيوم) حسب التعبير القرآني، حي قيوم: قائم على الدوام، بلا انقطاع، بتدبير وتصريف شئون هذا الكون بكل ما فيه: (يحيي ويميت، يخلق ويرزق، يعز ويذل…)، وهكذا تصرف شامل، (يكوّر الليل على النهار، يولج الليل في النهار…) تصرف مستمر لا ينقطع
اقراء المزيد